أحببت سلفيًّا
تأليف
سحر حسب الله
(تأليف)
تركت السيارة على حافة النهر، ودَّعت بها هاتفي، حقيبتي، معطفي، وهُويتي، وسرت بخطواتٍ مزعزعة للاستقرار غير قادرة على شيء محدَّد.
قبل القفز بلحظات كان أغلب الموجودين يحاولون القفز مثلي، أرادوا الموت الذي أريده أنا، لكن أسبابه مختلفة، كانت على أطراف النيل تجتمع الكوارث والمصائب.
فهذا ينتحر، وذاك يبكي بحُرقة، وآخر يقضي نحبه في ابتلاع أكثر من قبضة حبوب مخدِّرة، وهناك مَن يُطلِّق زوجته بلا جناية منها وهكذا.
فأين أنتظر أن تهدأ العاصفة، بعدها فورًا سأكمل طريقي، روحي تنزف لدرجة أنها أصبحت تنتشي بالشوارع الخالية، بالصمت، بالصقيع.