تجارة الفوز : النجاح الاستراتيجي من مضمار فورمولا وان إلى قاعات مجلس الإدارة | The Business of Winning
تأليف
مارك جالاجر
(تأليف)
أحد أكثر جوانب سباقات الفورمولا 1 جذبًا هو السعي المستمر للتفوق في ظل التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا، اللوائح، وبيئة الأعمال. عندما كتبت الطبعة الأولى من هذا الكتاب، كانت الرياضة على أعتاب تحول جذري مع قرار إدخال المحركات الهجينة في عام 2014، وهو ما فتح بابًا لتحولات كبيرة.
كانت تلك الخطوة مكلفة، وأثارت الكثير من الجدل؛ حيث اعتبرها البعض تقليلاً من إثارة السباقات، لاسيما مع الانخفاض الكبير في مستويات الضوضاء، كما تم التساؤل عن الدافع وراء قرار الاتحاد الدولي للسيارات في جعل الفورمولا 1 أكثر استدامة، من خلال تقليل استهلاك الوقود، وإطالة عمر المحركات، وتطوير تقنيات تحاكي سيارات الطرق العادية.
لكن بعد ثمانية أعوام، أظهرت النتائج نجاحًا يفوق التوقعات؛ فقد حققت الرياضة، بل وتجاوزت الأهداف التي كانت تسعى لتحقيقها من حيث الكفاءة في استهلاك الطاقة. أكثر من ذلك، أصبحت الفورمولا 1 على مشارف إنهاء اعتمادها الكلي على الوقود الأحفوري، مع توقعات بأن تعتمد السيارات في عام 2025 على الوقود الاصطناعي المُصنّع من ثاني أكسيد الكربون الملوث. في خطوة طموحة، يهدف الاتحاد الدولي للسيارات لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول 2030، حيث تعهد كل فريق في البطولة بأن يلعب دوره في مكافحة التغير المناخي.
خلال تلك السنوات، شهدنا تحولات مزلزلة أكدت لنا أن التغيير ليس فقط مستمرًا، بل يتسارع بشكل ملحوظ في هذا العالم المترابط والمتغير بشكل متسارع. فبينما كان تغيير الإدارة بعد بيع حقوق سباقات الفورمولا 1 لشركة ليبرتي ميديا في 2017 سيحظى في ظروف أخرى بنقاش واسع، أضطرت الصناعة بدلًا من ذلك إلى مواجهة مأساة وفاة أحد السائقين في السباقات لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا، وإلى تقبل أن هناك مسافة طويلة يجب قطعها في طريق التنوع والشمولية، وأيضًا تعلم كيفية التكيف مع التأثيرات المدمرة للجائحة العالمية.