ستاريكس
تأليف
علي لفتة سعيد
(تأليف)
تلتقط هذه الرواية نبض العراق المعاصر من زاوية مختلفة، مبتعدة عن المباشرة لتقدّم صورة عميقة للحياة بعد التظاهرات التي هزّت البلاد.
تبدأ الحكاية برحلة في سيارة "ستاريكس" تنطلق من الناصرية متجهة نحو كربلاء، تقلّ خليطًا من وجوه المجتمع العراقي: جريحين من المتظاهرين، رجل دين وآخر شيوعي، أرملة تصحب ابنتها المعاقة جراء نزاع عشائري، امرأة مسنّة فقدت زوجها في الحرب وحفيدها في معارك «داعش»، ورجل وزوجته وطفلهما المريض بثلاثة ثقوب في قلبه — رمزٌ للانقسام الطائفي والمحاصصة التي تنخر الجسد العراقي. أما السائق، فيقف بين الخوف والضياع، ممزّقًا بين الواجب والقلق.
تغدو حركة السيارة رمزًا لمسار الوطن نفسه، فيما تتحوّل الحوارات بين الركّاب إلى مرآة لصراعات المجتمع وأسئلته الكبرى: الدين والسياسة، الحرب والفقد، الأمل واليأس. ومن خلال سردٍ حيّ نابض بالواقعية والتجريد في آن، ترسم الرواية لوحةً عراقيةً تموج بالتناقضات، وتُعيد صياغة هتافات الشوارع وصرخات المتظاهرين في قالبٍ روائيٍّ عميق، بعيد عن التوثيق المباشر، قريب من جوهر الإنسان وهمّه ووجعه.