الاقتصاد الإبداعي والثقافة
تأليف
جون هارتلي
(تأليف)
سامي حسن عرار
(ترجمة)
وين وين
(مشاركة)
هنري سيلينغ لي
(مشاركة)
في العقود الأخيرة، تصاعد الاهتمام العالمي بمفهوم "الاقتصاد الإبداعي" بوصفه نموذجًا تنمويًا بديلًا يتجاوز حدود القطاعات التقليدية، ويعيد الاعتبار للثقافة والمعرفة والابتكار كعناصر فاعلة في الإنتاج والتغيير الاجتماعي. لم يعُد الإبداع حكرًا على الفنانين، ولا الثقافة حقلًا نخبويًا، بل أصبحا معًا منطلقًا لصياغة نماذج اقتصادية جديدة تعكس تحوّلات القرن الحادي والعشرين في التقنية، والمجتمع، والتواصل.
يندرج هذا الكتاب ضمن الأدبيات التأسيسية التي تسعى إلى تأطير الاقتصاد الإبداعي نظريًا ومفاهيميًا، مع الانفتاح على أمثلة وتجارب تطبيقية من سياقات عالمية مختلفة. وهو لا يقدّم سردًا تقليديًا لمسار الصناعات الإبداعية، بل يتبنّى منظورًا نقديًا وتطوريًا يحاول إعادة تعريف العلاقة بين الثقافة والاقتصاد، عبر مفاهيم مثل "السيميو سفير"، و"الفرادة الثقافية"، و"الإنتاجية الدقيقة"، وغيرها من المفاهيم التي تُعيد رسم حدود الدور الذي يمكن أن تضطلع به المجتمعات في إنتاج المستقبل.
يناقش المؤلفون بعمق كيف تتشكّل الصناعات الإبداعية في بيئة رقمية، متداخلة، ومتغيّرة، حيث تؤثر الشبكات الاجتماعية والأنظمة الحضرية والمنصات الرقمية في كيفية إنتاج القيمة الثقافية، وتداولها، وتوظيفها اقتصاديًا. كما يقدّم الكتاب نقدًا للتصوّرات السائدة التي تحصر الإبداع في فئات محدودة من الأفراد أو الدول، ويقترح بدلًا من ذلك نموذجًا أكثر شمولًا وعدالة، يتيح للعموم المشاركة في صناعة الإبداع وتوجيهه.