توقف عن اصلاح نفسك : استيقظ، كل شيء على ما يرام | Stop Fixing Yourself

نبذة عن الكتاب

بينما تقرأ هذا الكتاب، اسأل نفسك هذا السؤال: "هل أستمع حقًا - مثل معظم الناس - فقط لأتأكد من صحة ما أفكر فيه؟" راقب ردود أفعالك أثناء القراءة. ستجد نفسك في بعض الأحيان مصدومًا، أو متوترًا، أو حتى محبطًا. وربما تشعر في لحظات أخرى بالحماس وتقول: "رائع!" ولكن، هل تستمع فعلاً لتؤكد صحة ما كنت تعتقده، أم أنك مستعد لاكتشاف شيء جديد؟ هذا ليس أمرًا سهلًا، خاصةً لأولئك الذين يعيشون في حالة غفلة. في كثير من الأحيان، نرفض الأخبار الجيدة ليس لأنها سيئة، بل لأنها جديدة، لأننا ببساطة نكره التغيير. فكلما كانت الحقائق أكثر إزعاجًا، كلما كانت أكثر تحديًا لنا، وكأننا في النهاية نواجه فكرة "كنت مخطئًا". أتذكر لقاءً مع رجل يبلغ من العمر سبعة وثمانين عامًا، كان يشارك في إحدى ورش العمل التي قدمتها. قال لي هذا الرجل: "كان من الأفضل لو استمعت إليك منذ ستين عامًا. أنت تعرف شيئًا ما، وأنا كنت مخطئًا طوال حياتي." يا له من تصريح عميق! عندما تسمع ذلك، تشعر وكأنك أمام لحظة نادرة من الوعي والإفاقة. ما يحدث هنا هو الإيمان. الإيمان الذي يعني أن تكون منفتحًا على الحقيقة، دون القلق من العواقب، ودون معرفة أين ستقودك تلك الحقيقة. إنه إيمان، وليس مجرد اعتقاد. المعتقدات تمنحنا الأمان، ولكن الإيمان لا يوفر لنا ذلك الأمان. فالإيمان يدعونا إلى التحدي والاستكشاف، ونحن مستعدون لمتابعة ما نؤمن به بعقل منفتح ومرن. ولكن هل تعلم أن كونك منفتحًا لا يعني أنك ساذج؟ وأن الانفتاح لا يعني قبول كل ما يقال لك بلا تمييز؟ بل على العكس، يجب أن تحدي ما تسمعه وتفحصه بعمق. مثلما يفعل الصائغ مع الذهب، حيث يقطع المعدن، يصقله، ويصهره، ثم يشكله. عندما تقوم بذلك، تكون قد أديت مهمتك في الاستماع حقًا، وتكون قد خطوت خطوة أخرى نحو النهوض واليقظة.