الدر المنثور في مكنون جوهر العقول
تأليف
محمد فتحي عبد العال
(تأليف)
لماذا لا نسلط الضوء على نموذج مثل "جيرترود نسيم" التي تحدثت عنها في كتاب "بلوغ المرام في أحداث ووقائع رمضان" فقد أخذَتْ حقها في بلدها، وصارت مدعاةً للفخر، ومثالًا يُحتذى. والاهتمام الصحفي وقتها مسلطٌ عليها باعتبارها نموذج نسائي رائد في مجال متخصص.. وقد اهتمت الدولة برعاية جهودها البحثية وتبنيها في هذه المراحل المبكرة، أرى ذلك أفضل من ديمومة رفعك لشعار "نكران الفضل جزاءً للإحسان" في مصر، ولا أظنها إلا حوادث فردية لا تقيم قاعدة، ولا يبنى عليها توجُّهٌ عام؟!
البيروقراطية في مصر لا ترحم يا عزيزي، والتمسُّك بالموروث القديم البالي من الأفكار التي ترسخ لعدم الاعتداد بكل ما هو جديد وتجربته، أو النظرة له بإكبار، أو تسليط الضوء على خبرة عامِلٍ، أو عِلمه، أو إنتاجه الفكري والبحثي، أو تقديم التقدير المستحق له عن فكرة أو مشروع.. هو سيفٌ مسلطٌ على رقاب جميع المجتهدين والنابهين دون استثناء. بينما تسود النظرة بعين الرضا لكل مَن كان لديه واسطة، أو قريب، أو نسيب، ولو فعل الأفاعيل الشنيعة عن جهلٍ أو عمدٍ، كأنْ تجِد فنانًا يسرق من أعمال الآخرين وتثبت سرقته بالدليل القاطع ولا يحاسب.