البنية الخطابية في ديوان الليل سترك باب المقهى للشاعر محمد البريكي
تأليف
محمد أحمد حسن
(تأليف)
كان تعرض الناقد للعمل الأدبي لا يقل أهمية عن الإبداع, وقد مرَّ النقد الأدبي على مدار عصوره المختلفة بمنعطفات وتطورات كبيرة بداية من الأسواق الأدبية في العصر الجاهلي إلى هذه المرحلة في العصر الحديث.
ولقد نظر الشاعر العربي المعاصر إلى حركة الإبداع في النصف الثاني من القرن العشرين من ناحية تشكيل الخطاب الشعري ومستوى التنظير النقدي لهذا الخطاب وقد عمل الشعراء في هذه المرحلة على إعادة تشكيل الخطاب الشعري وفق متطلبات الرؤية الشعرية المعاصرة .
وأصبح اتجاه الشاعر المعاصر هو ربط الشعر بالحياة في شتى تفاعلاتها وانطلق إلى إعلاء الذات الشاعرة وجاء هذا على حساب هدم البناء القديم للشعر والتمرد على التقاليد العروضية واللغوية الكلاسيكية وقد ساعد على ذلك التأثر بالروافد الفكرية الغربية , الفرنسية منها خصوصا, وقدرة الشاعر على خلق تجربة لا تؤمن إلا بذاتية صاحبها.
وتعددت الدراسات النقدية في هذه المرحلة واتجهت اتجاهات شتى لدرجة أن ظهر الشاعر الناقد
ومن هذه الدراسات النقدية البنيوية والسيميائية واللسانية والخطابية والذرائعية وغيرها,وإن كانت بعض النظريات تتقارب مع بعضها من حيث المنهج وتفاوت البعض الآخر .
ولكن يبقى تحليل الأعمال الأدبية والكشف عن معطياتها وقيمتها الفنية وأدوات بنائها هو جوهر النقد الأدبي وهو مهمة صعبة لا ينالها إلا كل من له دربة وثقافة وحس أدبي حتى يتمكن من الغوص في النص واستبطان أسراره .