عد تنازلي للقتل
تأليف
أجاثا كريستي
(تأليف)
محمد عوض
(ترجمة)
بعد أن خفت أصوات الاضطراب، وقف المفتش باتل بثبات أمام الحضور، وعيناه تعكسان عزمه الذي لا يتزعزع على كشف الحقيقة. كانت الجريمة معقدة، والخيوط متشابكة، لكن أحد المشتبهين تمسك بحجة واحدة بسيطة: "أنا لا أعرف السباحة". أقسم بها، وأعلنها كدرع يحميه من الشبهات.
لكن عندما جاء الاختبار الحاسم، اتضح أنه كان صادقًا بالفعل. وهنا، في لحظة صمت مشحونة بالتوتر، التفت باتل إلى الوجوه المترقبة وسأل بصوت عميق: "من إذن عبر النهر سباحة؟ من كان في الجهة الأخرى في تلك اللحظة القاتلة؟ من اختفى في تلك الفترة الحرجة، وكان يمتلك القوة، والجرأة، والدافع؟"
تلاعبت الأدلة بحرفية: قفازات مهجورة، بقع غامضة، اعترافات مزيفة… وكلها بدت تؤدي إلى طريق مسدود. لكن، مع تقدم التحقيق، بدأت تظهر الحقيقة بشكل مدهش: كان هناك شخص واحد فقط يمتلك الدافع الكامن؛ رجل غرق في الحزن، وأرهقته مشاعر العار، فقد كل شيء، وظل يترقب الموت الذي لم يأتِ.
تجذبك أحداث الرواية إلى أعماق اللعبة المعقدة، حيث لا شيء كما يبدو، وكل تفصيل صغير قد يكون إشارة خفية أو فخًا مُحكمًا. ومع كل صفحة جديدة، يقترب المفتش باتل أكثر من الصفر، وتصبح الحقيقة أكثر تعقيدًا، وأكثر خطورة من الجريمة نفسها.