رسائل الحبر المسموم
تأليف
أجاثا كريستي
(تأليف)
محمد عوض
(ترجمة)
في قلب قرية "ليمستوك" الهادئة، بدأت رسائل غامضة بالوصول إلى المنازل، مكتوبة بخط مجهول وحبر قاتم، تحمل كلمات قليلة لكنها قادرة على اختراق الأعماق كالسكاكين. كانت هذه الرسائل بمثابة شعلة حريق أشعلت الفتنة في القلوب، وزرعت بذور الشك والريبة بين الجيران، لتقلب سكينة القرية رأسًا على عقب. لم يمض وقت طويل حتى تحول الهدوء إلى غلاف من الخوف المتصاعد، ليبدأ الجميع في النظر إلى بعضهم البعض بعين الشك والاتهام.
الزائر الغريب، الذي أتى إلى القرية هربًا من تبعات حادث طيران، وجد نفسه محاطًا بعاصفة من الأقاويل والهمسات التي تتناثر كالنار في الهشيم. كل رسالة جديدة تحمل توقيعًا غامضًا، وكل بيت يصبح مسرحًا لاحتمال جريمة تنتظر حدوثها. ومع مرور الوقت، تجاوزت الرسائل حدود السخرية والإساءات لتصبح نذيرًا لمأساة كبيرة كانت القرية بعيدة عن تصورها.
خلف واجهة القرية الريفية المسالمة، يتكشف مجتمع صغير ينهشه الفضول والحسد، حيث تتحول الكلمات إلى سلاح فتاك أكثر من أي خنجر. ومع ارتفاع وتيرة التوتر، يصبح السؤال الأبرز في أذهان الجميع: من هو العقل المظلم الذي ينسج الخيوط من خلف الستار؟
هكذا تتكشف أحداث "رسائل الحبر المسموم"، لتبرهن للقارئ أن الجريمة قد تنشأ من أبسط الكلمات، وأن الحقيقة، حين تخرج إلى العلن أخيرًا، ستكون أكثر قسوة مما يمكن أن تحمله أي شكوك.