في الصيف
تأليف			
				
				
				طه حسين
			
			(تأليف)
	
	
		من الرائع أن يجد الإنسان لحظة يستطيع فيها أن يطهر روحه ويفتح قلبه لأفكاره وذكرياته، تلك اللحظة التي يجلس فيها مع نفسه، ليصارحها ويعاتبها عما فات، عن تلك الأوقات التي انشغل فيها عن ذاته وسط زحام الحياة وصراعاتها المتسارعة، حيث لم تجد نفسه منها الاهتمام الكافي. تلك اللحظات تعكس على النفس مشاعر متباينة، فتارة تحمل الأمل والتفاؤل، وتارة أخرى تغرق في بحر من اليأس والكآبة. 
أما عميد الأدب العربي، «طه حسين»، فقد وجد في فضاء الصيف الواسع رفقةً لافكرته وتأملاته، عندما سافر إلى «فرنسا»، هناك حيث اجتمع له صفاء السماء، وهبوب النسيم العليل، وجديد الحياة بكل غموضه واكتشافاته. فانبثقت منه خواطره التي أحب بعضها وكره بعضها الآخر، لكنها جميعها كانت مليئة بعذوبة المشاعر، ورفق الحس، وفائدة لا تقدر بثمن.