الزيت
تأليف
أحمد العلي
(تأليف)
صدر هذا الكتاب احتفاءً بمرور مئة عام على «صانعو بلاد العرب الحديثة» لأمين الريحاني، ليقدّم رؤية مختلفة للتاريخ، لا بوصفه سلسلة أحداث جامدة، بل ككائنٍ حيٍّ نابض، تتشابك فيه الحكاية بالشعر، والوثيقة بالذاكرة، والبحث بالتأمل.
ينطلق أحمد العلي في «الزيت» من سؤالٍ جوهري: هل يمكن أن يُروى التاريخ كملحمة بانورامية تتداخل فيها السرديات مع الشعر، والمراجع مع الصور، والأرشيف مع الحكاية؟
ومن هذا السؤال ينسج عملاً يجمع بين عمق المؤرخ وشفافية الأديب، ليعيد تقديم التاريخ كتجربة إنسانية حية تتجاوز الزمان والمكان.
تتمحور الرحلة حول الأحساء، الواحة الأكبر في شرق المملكة العربية السعودية، تلك التي تحوّلت من فضاءٍ زراعيٍ خصبٍ إلى موطنٍ لأول اكتشافٍ نفطي غيّر وجه المنطقة والعالم.
من خيمة الريحاني في العقير، إلى مجلس الملك عبدالعزيز في الرياض، إلى قصر محمد علي في القاهرة، ثم إلى مقهى سانت جورج في بيروت مع فيلبي، فحقول النفط التي شهدت فجر العصر الجديد ... تتبع الفصول أثر التحوّل في المكان والإنسان، عبر بناءٍ سردي متدفق الإيقاع ومفتوح الأفق.
يفتتح كل فصل باقتباساتٍ ووثائق تمهّد للمشهد، قبل أن ينقلنا الكاتب بصوته المتأمل إلى قلب اللحظة، محاوراً التاريخ من موقع الحاضر، في مزيجٍ يجمع التوثيق بالدلالات الشعرية.
«الزيت» عملٌ أدبيٌّ بحثيٌّ فريد يرصد التحوّل العميق الذي أعاد رسم ملامح الخليج والجزيرة العربية مع اكتشاف النفط، وكيف واجهت المنطقة تحديات التغيير متمسكةً بجذورها، ومنفتحةً على العالم بروح الحوار والتعايش.
كتابٌ يكتبه العلي بوعي المؤرخ ووجدان الشاعر، فيعيد للتاريخ دفئه الإنساني، وللمكان ذاكرته التي لا تنطفئ.