شاي مع ماريو فيتالي
تأليف
أحمد جمعة
(تأليف)
قاعة بلورية مستديرة، ذات سقف عالٍ، إضاءة برتقالية، كلون الشمس تسطع من سقف قاعة، طاولة مستديرة كلاسيكية هائلة الحجم، امتلأت برجال دين، متناقضين، مسلمين ومسيحيين، يهود، وديانات هندوسية وبوذية متباينة، ملحدين وحليقي رؤوس... ضوضاء لا تكاد تلتقط عبارة أو كلمة واضحة من ألسنتهم التي ضجت بلغطٍ أشبه بشريط صوت قديم متهتك، أختلط بأصوات حيوانات في غابة.
وقفت بناصيةٍ مرتفعة وراء مكبر صوت أمامي، صرخت فيهم بنبرة عصبية، متوترة، عمدت بقذف كأسٍ ممتلئ بشرابٍ برتقالي اللون! على واجهةٍ زجاجية ما لفت الأنظار، وعم صمت بغتة.
"غرباء تسللوا في رأسي"
رأيته بغتة بين جموعٍ محتشدة، ارتدي بدلة سوداء مألوفة لديه منذ سنين، وربطة عنق زرقاء قاتمة، ومعطفًا جلديًا أسود... ترهل وتقوس ظهره وضرب الشيب خصلاتٍ من أطراف شعره... هو ذاته الذي ساط وسلخ جلدي، تحت ضغط الاعتراف، عندما كان يسوس آلة التعذيب... العقيد غازي فلاح... آمر سجون التعذيب السياسي... كنت أتعقبه منذ سنوات وأجري تحرياتي... أتحين فرصة لاصطياده، ثم بوووم اختفى... اليوم لمحته في فوضى الطفح الشمسي... فرصتي للانقضاض عليه...