فصول مختارة من رحلات الأمير محمد علي توفيق
تأليف			
				
				
				محمد علي توفيق
			
			(تأليف)
			
				
				
				أحمد رجب شلتوت
			
			(تقديم)
	
	
		عند فتح القارئ لهذه الصفحات، لا يقرأ مجرد يوميات سفر عابرة، بل يرافق أميرًا مثقفًا في مغامراته التي لم تكن رفاهية أرستقراطية، بل كانت رحلة حقيقية لفهم العالم واستكشاف روح الشعوب. الأمير محمد علي توفيق، من أسرة علوية عريقة، جمع بين شغف الاكتشاف وفضول الباحث العميق، تاركًا لنا سجلًا نادرًا من الرحلات التي امتدت على مدى عقود، جابت الشرق والغرب، الشمال والجنوب. 
في كتابه "الرحلة اليابانية", يخترق الأمير قلب آسيا النابض، متأملًا في أسباب نهضة اليابان بعد انتصارها على روسيا. وفي "رحلة إلى جزيرة جاوة", يسجل مشاهداته الدقيقة لحياة السكان تحت وطأة الاحتلال الهولندي. أما "رحلة الصيف إلى البوسنة والهرسك"، فهي أشبه بوثيقة وجدانية وإنسانية تكشف عن إعجابه الشديد بالتنوع العرقي والجمال الطبيعي لتلك البلاد. وفي "رحلة إلى جنوب أفريقيا" و"رحلة إلى أمريكا الشمالية والجنوبية" و"رحلة إلى أستراليا"، يأخذنا الأمير إلى قارات بعيدة حيث يلتقي الناس، يزور المدارس، ويتنقل بين تفاصيل الحياة اليومية من الزراعة والصناعة إلى الثقافة والتعليم، متتبعًا أثر الحضارة في كل زاوية. 
في كل محطة من محطاته، كان الأمير يتأمل ويرصد بعيون لا ترى في السفر مجرد ترف، بل وسيلة لفهم أعمق للعالم، حيث لا يكتفي بالاستكشاف السطحي بل يبحث عن المعرفة التي تؤدي إلى النهضة. هو يرى في الفهم العميق للعالم مدخلًا لفهم الذات، التاريخ، والمصير. كما قال بنفسه: "ما سافرت طلبًا للراحة، بل شوقًا إلى أن أعرف وأرى، فالعين التي لا تبصر سِعة الدنيا تضيق بما تملك."