جَرفنر : كسوف واختيار
تأليف
إنجي علوي شلتوت
(تأليف)
هل الطباع مُعدية؟ سؤالٌ ظلَّ يراودني وأنا أراقب البشر يتغيرون، وتتغير طباعهم كل حينٍ من الدهر، كقطع صلصالٍ بين يدي الحياة، تطمس ملامحهم وتعيد تشكيلهم في قوالب جديدة.. وربما مخيفة.
كنتُ أتساءلُ.. هل هم ضحايا هذا العالم الذي يفرضُ سيطرته عليهم؟ أم أنهم يختارون طواعية أن يخلعوا ذواتهم القديمة ليتماشوا مع آخِرِ مستجدات العصر وطباع الحشود، ويصبحوا مع الوقت انعكاسًا لِمَا حولهم..؟ هل يمكن حقًا للتفكير الجمعي أَنْ يذيب هوية الإنسان؟ أَم أنَّ هُنَاك أصلًا خفِيًّا في دخيلتنا.. نواة متفردة تقاوم هذا الانصهار الإجباري في عالمٍ تمزقت فيه الإنسانية، حتى كادت أن تصبح شيئًا من الماضي؟