الحرب متخثرة كالدم في أعماق قلب الإنسان، والحديث عنها ليس بالأمر السهل".
فن الرواية
نبذة عن الكتاب
إن انتشار الرواية اليوم وهيمنتها على بقية الأجناس الأدبية من ناحية المقروئيّة ظاهرة لم تعد محلّ تجاذب أو اختلاف، فهي الجنس الأدبي المرحب به عند الناشرين والمترجمين والقراء. ولكن لماذا تسيّد هذا الجنس الأدبي في وقت وجيز المشهد الأدبي؟ وما الذي جعل منه مركزا بعد أن كان جنسا طفيليا نعته المنظّرون والنقاد القدامى بأبشع الأوصاف وأسقط عنه بعض الغلاة حتى صفة الأدبية؟ هل نحتاج إلى هذا الجنس الأدبي إلى هذه الدرجة؟ ما الذي يفعله هذا الروائي ليجعله في هذه المكانة ويحرج تاريخ الشاعر؟ ما العلاقات التي ربطها الروائي بالسلطة مقارنة بالشعر فجعلته قبلة القراء اليوم؟ كيف تمكن الروائي من انتزاع مكانة داخل هذا الزحام من المسؤوليات المعقدة التي يعيشها الإنسان اليوم، وكيف أخرج هذا الجنسُ الأدبي الأدبَ من عزلته وصورته الكلاسيكية بصفته ترفا، إلى مستوى الضرورة؟عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 284 صفحة
- [ردمك 13] 9786145050957
- دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب فن الرواية
مشاركة من أماني هندام
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أماني هندام
هناك بعض الأدباء عندما تشاهد اسمهم مزيناً صفحتك يجتاحك نوع غريب من البهجة لأنك تدرك أن هناك شيئاً جديداً سيضاف حتماً إليك وأنك بصدد الدخول إلى مغامرة ممتعة أنت في أشد الاحتياج إليها..هكذا هي كتب الكاتب كمال الرياحي..عندما يكتب تصمت جميع الألسنة من حولي ولا أملك سوى الإصغاء،كاتب مخضرم يتجول بك من رواية لرواية بتحليل رائع وسرد مشوق..الكتاب الذي أقع في غرامه يسحبني بلا مقاومة مني كي أجوب بعقلي بقاعاً مجهولة وأسراراً خافية لا يستطيع غير الكاتب المخضرم إطلاعك عليها بكل يسر بلا إغراقك في أحداث زائدة قدتقودك إلى إشعارك بالملل.في مقدمة بالغة البهاء يتدرج بنا الكاتب في ذكر أهمية الرواية وكيف أنها فرع الأدب الأكثر شمولية والذي يعتبر ضرورياً كحاجتنا الطبيعية للماء والطعام والهواء كي نظل على قيد الحياة كما قال بول أوستر ويذكرنا بأن الرواية ليست كالفلسفة ك*بومة مينيرفا"وحيث أنها المرة الأولى لي التي يقابلني فيها هذا المصطلح الغريب مما أجج فضولي كي أبحث عنه لأكتشف أنه المصطلح الهيغلي لتفسير أن الفلسفة لا تظهر نتائجها إلا في آخر الحدث وذاك مما يناقض حقيقة الرواية حيث في كل صفحة تنكشف لك أموراً وتتبدى لك عوالم مجهولة بالنسبة لك..في الفصل الذي يليه أيضاً يحادثنا عن ظاهرة الهوليغانز"التعصب الرياضي لفرقة محددة"وعلاقتها بالرواية العظيمة التي استطاعت بقوة حبكتها في جذبها لجمهور متعصب للدفاع عنها وقادراً على مهاجمة من يهاجمها والزود عنها بمنتهى العنف إن اقتضى الأمر..في فصل جديد يحادثنا عن بوكوفسكي ورؤيته أن الكتابة كالمرض العضال لا يمكنك الإفلات من أسرها ثم"ألبرتو مانغويل"وتحليله الرائع لروايته القصيرة "العودة"والتي تتحدث عن رحلة معتقل متخيلة في دهاليز الذاكرة وضع قسراً في مواجهة ذكرياته الأليمة حيث وضعته الرواية وجهاً لوجه أمام سجانيه الذين كانوا يتلذذون بتعذيبه وتعذيب رفاقه مما فاقم أحزانه وضاعف آلامه من رؤيته الرجل الذي كان شغوفاً بقطع أصابع المعتقلين إلى مقابلته الجراح الذي كان ينكل بجثث الأبرياء دون ذرة ندم فكانت النتيجة الطبيعية ظهور المجرمين من صغار السن والشباب الذين احترفوا الجريمة كوسيلة ربما للدفاع عن أنفسهم في عالم قاس لا يرحم الضعيف.

