غيمة شيكاغو
تأليف
حيدر عودة
(تأليف)
يكتب حيدر عودة عن الفقدان كما لو أنه يلمس نُدب الذاكرة بيدٍ من حنين، متتبعًا مصائر أصدقاء تاهوا في المجهول. يرسم عبر خرائط غيابهم قصصًا نابضة باللهفة والوجع، ويستعيدهم بين التذكّر والحلم، محاولًا الإصغاء إلى ما تبقّى من أصواتهم وهي تتردّد في فضاء الذكرى لتملأ فراغات العالم القاسي بالمعنى والدفء.
في مجموعته «غيمة شيكاغو»، يوسّع عودة أفقه السردي ليكتب عن الإنسان في لحظات الاغتراب والبحث، مستعينًا بتجربته كسائق تاكسي في منفاه الأمريكي، حيث تتحول الحكاية إلى جسرٍ بين الواقع والتخييل. من خلال هذه المزاوجة، يقدّم حكاياتٍ لمهاجرين يواجهون غربتهم بسرد القصص، يحاولون العيش في مكانين متوازيين: وطن غائب يستحيل استعادته، وواقع حاضر يثقلهم بالوجوه الغريبة.
هكذا، تتحول القصة لدى عودة إلى مقاومةٍ للنسيان، وإلى محاولةٍ لاستعادة الألفة الإنسانية التي تهزم الاغتراب، وتُضيء جوهر الإنسان في أعمق أعماقه.