رفائيل
تأليف
ألفونس دو لامارتين
(تأليف)
حازم عوض
(تقديم)
عباس حافظ
(ترجمة)
في عالم يعج بالعواطف حيث تتحول الكلمات إلى ألحان والمشاعر إلى لوحات فنية، تأتي رواية رافائيل لتجسد الحب في أسمى تجلياته. هي ليست مجرد قصة حب عابرة، بل رحلة غامرة في أعماق الروح والتأمل، حيث يتجاوز الحب حدود التقليدي ليصبح تجربة وجودية يتداخل فيها العاطفة بالصوفية والشوق بالفلسفة.
الرواية تعكس روح الحركة الرومانسية الفرنسية، حيث تمتزج الطبيعة بالمشاعر، فتتحول المناظر الطبيعية إلى مرآة تعكس الأحاسيس المتأججة. لغتها غنية، والوصف ينبض بالحياة، بينما يأخذ السرد القارئ في رحلة إلى عوالم حالمة، يغمره فيها طيف من التفاصيل العذبة والأحاسيس المتوقدة. لكن وسط هذا السيل العاطفي، يظهر السؤال الأعمق. عندما يختار البطل الغرق في حبٍ مفرط على حساب أسرته التي تكافح للبقاء، تطرح الرواية تساؤلاً وجوديًا: هل يمكن التوفيق بين العاطفة والواجب؟ وأين يكمن الخط الفاصل بين التضحية والأنانية؟
لا يقدم لامارتين هنا قصة حب مأساوية فحسب، بل يترك للقارئ تأملًا أعمق في معنى الفقد. فالفقدان لا يتحقق بلحظة الرحيل، بل في لحظة خفوت ذكرى الأحبة، وحين ينطفئ الحنين، يصبح النسيان نوعًا من الموت البطيء الذي لا مفر منه.