لكن ما بين هذه المعالم، كانت الأزقة هي التي تسحرني حقًا. شوارع ضيقة مرصوفة بأحجارٍ عبرت فوقها ملايين الأقدام، جدران مائلة بلون الغروب، ونوافذ تتدلى منها نباتاتٌ خضراء، وروائح القهوة والخبز الساخن تحاصر الحواس.
تحميل الكتاب
اشترك الآن
من صحراء تندوف إلى أرصفة ميلانو
نبذة عن الكتاب
"منذ كنت طفلًا صغيرًا في مدينتي تندوف، كان يسكنني حلمٌ خافت، لا أجرؤ على البوح به كثيرًا… حلمٌ لم يلمع ببريق الطائرات ولا بإغراء التقاط الصور، بل كان مغمورًا بملامح كرتون قديم، عالق في زاوية دافئة من الذاكرة، إنه مسلسل الرسوم "عهد الأصدقاء" الذي كنت أشاهده كل يوم مساءً بعد عودتي من المدرسة. كنت أتساءل لماذا لا تحتوي بيوتنا على مداخن حتى أتمكن من تنظيفها كما يفعل الأطفال الذين يعملون في تنظيف المداخن في ميلانو. غادرتُ تندوف وفي قلبي رعشة غامضة؛ ليست فرحًا كاملًا ولا خوفًا صريحًا، بل إحساسٌ بينهما، يشبه تلك اللحظة التي تسبق ملامسة قدميك للماء البارد. إيطاليا… لم تكن بالنسبة لي وجهةً سياحية، بل مرآةً صقيلة وضعتها الحياة أمامي. كل حجرٍ في طرقاتها، كل رائحة قهوةٍ تتسلل من نافذة، كل ابتسامةٍ عابرة في شارعٍ ضيّق، كانت تحمل رسالةً خفية… وكأن البلاد كلها تعرف أنني قادم لا لأصوّر، بل لأتذكّر من أكون."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 64 صفحة
- [ردمك 13] 978-9969-09-048-2
- أدليس بلزمة ﻟﻠﻨﺸﺮ
14 مشاركة
