ما لم أستطع إخبار معالجي النفسي به
تأليف
ميشيل م. ماي
(تأليف)
عمر فتحي
(ترجمة)
يتحدث هذا الكتاب عن الكيفية التي نُسْكِت بها أنفسنا لحماية مَن نحبهم وبالتالي إلحاق الأذى بأنفسنا. فنحن نؤذي أنفسنا بطرقٍ غير مرئية. وما لا نستطيع رؤيته لا نستطيع تغييره.
لكن كيف ينتهي بنا الأمر بأن نمارس العنف ضد أنفسنا؟ إذا أصبح مَن يقدمون لنا الرعاية قلقين أو تجنبونا أو نبذونا بسبب مشاعرنا، فإن أجسادنا تتعلم أن تدق ناقوس "القلق" كعلامة تحذيرية على أن هناك خطأ ما في العلاقة، لذلك نقوم بتكوين استراتيجيات أو دفاعات لتقليل القلق وإخفاء مشاعرنا، بهدف البقاء على مقربة ممّن يقدمون لنا الرعاية. تعمل هذه الدفاعات كحراس مخلصين، إذ تساعد على جعل مَن يقدمون لنا الرعاية يشعرون بالراحة ويقبلوننا. ومع ذلك، فهذا القبول يكون غير مكتمل، فهو لا يحوي سوى الأجزاء التي بقيت منا بعد أن تخلصنا مما أزعجهم. إن الدفاعات ليست نقاط ضعف في أنفسنا ولكنها استراتيجيات نستخدمها لحماية أولئك غير القادرين على تحمّل مشاعرنا ودوافعنا. وهكذا تتشكل الدفاعات في خضم المعركة بين مَن نحن ومَن يريد مُقدمو الرعاية، والثقافة، والمجتمع أن نكونه.