رواد التعليم من عنيزة - الجزء الأول : من عام 1344 هـ حتى 1380 هـ
تأليف
عبد الرحمن محمد المانع
(تأليف)
أستمتع جدًا بقراءة تاريخ التعليم ورجاله ومؤسساته، ففي صفحات تاريخه ما يشدني باستمرار، كما أن الخوض في هذا الحقل من حقول التاريخ المهمة، يحقق المساهمة في تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة والأوهام السائدة في تاريخ التعليم، خاصة فيما يتعلق بالبدايات المؤسسة لجهاد الرواد الأوائل، الذين شقوا السبل وعبدوا الطرق للأجيال الحاضرة.
وتاريخ الرجال لون أصيل في تدوين التاريخ، بل هو التاريخ بعينه، فالرجال هم صانعوا أحداث التاريخ، وبناة الأوطان، بما تحويه حياتهم من إنجازات وتحديات، التي هي ركن ركين لقراءة حركة التاريخ، وتطور المجتمعات ونهضتها.
هؤلاء الرواد الذين ستقرأ عنهم لم يكونوا مجرد ناقلين للمعلومات، بل كانوا بناة أرواح، وصناع حضارات، لقد حملوا همّ الأمة، واستشعروا مسؤوليتهم أمام الله ثم التاريخ، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل رسالتهم.
واليوم، إذ نقلّب صفحات سيرتهم، فإننا لا نفعل ذلك لمتعة أو للمعرفة فقط، بل لنستشعر عظمة ما قاموا به، ولندرك أن كل حرف تعلمناه، وكل قيمة تمسكنا بها، وكل نجاح حققناه، إنما هو ثمرة لجهد معلم مخلص.