فيزياء الذرة الحديثة : مقاربة فلسفية تأويلية
تأليف
كلوديا ناصر الدين
(تأليف)
من منظور علمي فلسفي، يتصل تطور الفلسفة بالمنبت الذي دفعها إلى تبني نهج تصوّري، بينما اختارت الفيزياء مسارًا مختلفًا يعتمد على التجربة. فالفلسفة لا يمكن أن تصبح مختبرًا علميًا، إذ أن لها فضاءً خاصًا يتسم بالعمومية والشمولية مقارنة بالعلوم التطبيقية التي وإن كانت قد حققت إنجازات تقنية باهرة، إلا أنها لا تملك القدرة على الإجابة على الأسئلة الفلسفية الكبرى.
مع تزايد رفاه الإنسان، أصبحت الحاجة للإجابة على تلك الأسئلة أكثر إلحاحًا، خاصة مع العجز عن الإجابة على ما وراء "هُناك". في كل قفزة علمية، نلاحظ عودة للبحث في الميتافيزيقا، ولكن بطرق وأساليب متنوعة. بما أن الفلسفة تعتمد بشكل كبير على الميتافيزيقا، فقد أعاد فيزيائيّو الكوانتم طرح نفس الأسئلة الفلسفية، بعد أن أخفقوا في الحصول على نتائج يقينية باستخدام التجربة الحديثة التي تجاوزت بها الفيزياء الكلاسيكية.