مدن الغريب
تأليف
ابتسام عازم
(تأليف)
يخترع الانتظار في هذا البلد وقتًا خاصًّا به. قد ينتظر المارة ساعات لقطع حاجز. يشعرون أنهم يقضون نصف أعمارهم واقفين أمامه يوميًّا لكي يعبروا من فلسطين إلى فلسطين. هناك موت بطيء في هذا الانتظار، كأنه حكم سرّي بالإعدام. وأحيانًا يستغرق قطع نفس الحاجز تحت أعين نفس الجنود المدججين بالسلاح عشر دقائق لا أكثر. وكأن الهدف من الحواجز هو سرقة الوقت منهم أو تذكيرهم أنهم يعيشون في الوقت الضائع. ولا يدري المارة ما إذا كانت يد القدر العبثية التي امتدت لتوفر عليهم الوقت، ستقودهم إلى موعد مع حظ أو قدر خبيث ينتظرهم على الجهة الأخرى من الحاجز. ولعلها ستأخذهم إلى يوم رتيب آخر، يقطعونه وهم يبحلقون في وجه انتظار آخر.