بريد الذكريات
تأليف
إيما رييس
(تأليف)
مارك جمال
(ترجمة)
حين تكون الحقيقة أعجب من الخيال، تولد الكلاسيكيات.
ارتقت هذه المذكرات المذهلة إلى مصاف الأدب الخالد منذ صدورها في كولومبيا عام 2012، بعد عقد من وفاة صاحبتها، الفنانة إيما رييس، التي شجّعها غابرييل غارسيا ماركيز بنفسه على كتابتها.
في صفحاتها، نكتشف بورتريهًا حيًّا لطفولة مفجعة عاشت فيها إيما كطفلة غير شرعية في بوغوتا، داخل غرفة بلا نوافذ ولا ماء، بالكاد تقتات لتبقى على قيد الحياة. بعد أن هجرتْها أمها، تنقلت مع أختها بين الأديرة، تغسل الصحون وتكنس الأرضيات وتخيط الملابس، وسط خوف دائم من الشيطان، وأمّية مطبقة لم تترك لها منفذًا للعالم.
لكن إيما، بعناد خيالي وشجاعة نادرة، تهرب في التاسعة عشرة لتصنع مصيرها. تصبح فنانة وتخالط كبار الفنانين كـفريدا كاهلو ودييغو ريفيرا، وتدخل عالمًا لم تحلم بوجوده ذات يوم.
بسردٍ نابض وشاعريّة مؤلمة، تحتفظ رييس بنظرة الطفلة رغم مرور السنين، فتمنحنا نصًا نقيًا، صادقًا، ومبهرًا.
إنها تمتلك تلك الموهبة السحرية التي نجدها عند ماركيز: قدرة على التقاط اللحظات الاستثنائية بجمال مدهش وحيادية تجعلها تنتمي لعالمٍ آخر... وربما لعالمنا، ولكن بعيون أكثر صدقًا.