❞ إنّ قَدْر السياسيِّ ليَعظُم بقدْر ما تتقوّى بصيرتُه، وقدرتُه على التوقّع؛ ويُعتبر حزبٌ سياسيٌّ قوياً، بعدد ما تحوي صفوفُه من هؤلاء الأفراد ذوي البصائر النّافذة. ❝
أكره اللامباليين
نبذة عن الكتاب
حين نعود اليوم لقراءة مقالات غرامشي القصيرة، المكتوبة في ذروة الاضطراب بين عامي 1916 و1918، فإننا لا نتعامل معها كمجرد آثارٍ نضالية من زمن مضى، بل كمحاولات فكرية شاقة للغوص في الزمن ذاته، لفهم كيف يُصنع الواقع يوميًا ويُعاد إنتاجه، ولفتح السؤال الجذري: لماذا نرضى بهذا الواقع؟ من الذي وضع القاموس، ووزّع الأدوار، وقرّر من يتحدث باسم من؟ في هذا الكتاب، نحن لا نصاحب غرامشي "دفاتر السجن"، بل غرامشي "التكوين"، غرامشي الذي لم يصمت بعد، بل يكتب وسط الضجيج والانكسارات، وسط شعورٍ يوميّ تقريبًا بالفشل، مستخدمًا لغة لا تتعالى على الواقع، بل تلامسه لحظةً بلحظة؛ في لحظة ولادة الفكرة أو انفجارها. غرامشي هنا ليس منظّرًا بالمعنى التقليدي، بل منقّب؛ لا يبحث عن الذهب، بل عن أسماء جديدة لما يرى. أسماء لا تهادن، ولا تكرّر، ولا تتواطأ. لذا فإن رفضه للّامبالاة ليس فقط انفعالًا أخلاقيًا، بل شرطٌ أساسيّ لأي سياسة جادة. فالمعضلة الحقيقية في السياسة ليست غياب المشاريع، بل غياب الحكم، غياب القدرة على التمييز، والجرأة على تسمية الأشياء بأسمائها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 168 صفحة
- [ردمك 13] 9789921775952
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
80 مشاركة






