شوقي
تأليف
أنطون الجميل
(تأليف)
ما عرف الأدب شاعرًا نُسج له من خيوط المدح، وعُقدت حول اسمه أطواق الثناء، كما عُقدت لأحمد شوقي. فهو أمير الشعراء بلا منازع، وكل قصيدة من قصائده تُوصَف بالعصماء، وكل منظومة من نظمه تُعدُّ شوقيةً باذخة، تتلألأ كلماتها كحبات الدرّ، وتنفرد معانيها كالجواهر النفيسة. هكذا صوّرته صفحات الصحف، وهكذا تحدّث عنه نقلة شعره.
وقد كان شوقي بحق أهلًا لهذا المجد؛ فهو شاعر الغزل والنسيب، وراوي الحوادث ومؤرخها شعريًا، صانع الحكم البليغة، وصاحب الأمثال السائرة، صوتُ الوطنية الحي، ودرعُ العقيدة القوي، يُحيي ما اندثر من الآثار، ويستنهض الهمم نحو القمم. كان داعيًا للوحدة والوئام، قادراً على أن يُخرج من أحلام الأمة حقائق تبقى خالدة في الوجدان.