باكثيـر والمسرح الإسلامي - بين صلابة التأسيس ومرونة التطبيق
تأليف
محمد حسن عبد الله
(تأليف)
تنقسم صفحات هذا الكتاب إلى موضوعات تحمل عناوينها الموحية، وكلها تدور في مدار الإبداع المتفرد للأستاذ "علي أحمد باكثير"، الذي لا يخفى اسمه على المهتمين بالأدب في تنوعاته: من القصة إلى الرواية، ومن المسرحية بأشكالها المتعددة إلى أعماله ذات الطابع الإعلامي، سواء ما صاغه للسينما أو للإذاعة أو للصحافة. وبذلك، فإننا أمام شخصية أدبية فريدة، متعددة المواهب، عميقة الثقافة، لا تعرف السكون، ولا تني عن التجريب في مختلف الأشكال الفنية، لا سيما المسرحية منها، التي شغلت مكانة خاصة في مشروعه الإبداعي.
وفي سياقات نقدية متباينة، تبرز ملامح الحرية الفنية والواقعية والسلوكية التي تميز بها باكثير، وهي سمات غلبت على مجمل توجهاته، متأصلة في التزامه الأخلاقي، ونُبل سلوكه، وصفاء طويته. أما مطالب الفن – وخصوصًا المسرح – فقد أولى لها باكثير عناية فائقة، فأمدّ مسرحياته بروح نابضة بالحيوية، وامتلأت بالتشويق، وانغمست في واقعية قريبة من الحياة، تُجاري الطبائع حينًا وتتجاوزها أحيانًا.
كل ذلك يدفعنا إلى إعادة النظر، وإعادة التأمل، بل وإعادة رسم التصورات حول ما يمكن أن يُعد – بحق – إبداعًا "إسلاميًا"، بعيدًا عن القوالب الجاهزة، وقريبًا من التجربة التي جسّدها باكثير بعمق وجدارة.