اللغة والخطاب الأدبي
تأليف
مجموعة من المؤلفين
(تأليف)
سعيد الغانمي
(ترجمة)
منذ الربع الثاني من القرن العشرين، شهد علم اللغة تحوّلًا مهمًا جعله نموذجًا معرفيًا للعديد من العلوم الأخرى في سعيها نحو تأسيس مناهجها الخاصة وبناء كفاءتها الذاتية. ومنذ ذلك الوقت، باتت الخطابات المتنوعة في مختلف العلوم تتطلع إلى الاستفادة من علم اللغة منهجًا لتحليل النصوص وتأويل الخطابات.
في هذا السياق، يُثير علم اللغة جملة من الأسئلة الجوهرية أمام الباحثين اللغويين ونقاد الأدب على حدّ سواء: ما طبيعة العلاقة بين علم اللغة والأدب؟ وهل تؤدي دراسة اللغة بوصفها علمًا إلى تغيير رؤيتنا للفن الأدبي؟ وهل هناك منهج لغوي واحد يُطبّق على الأدب، أم أن هناك مناهج متعددة؟ وإذا تعددت، فهل تتشابه أم تختلف فيما بينها؟
هذه الأسئلة وغيرها تتصدر المشهد في هذا الكتاب، الذي يضم مجموعة من المقالات المتنوعة، يُقدّم فيها عدد من الكتّاب قراءاتهم الخاصة في تقاطع علم اللغة بالأدب. تتنوع هذه القراءات بين علم اللغة التوزيعي عند سابير، والبنيوية لدى تودوروف، والبلاغة عند رولان بارت، والتحويلية في دراسة ثورن، وصولًا إلى السيميائيات كما يتصورها روبرت شولز.
إن القيمة الأساسية لهذا العمل، لا تكمن فقط في الإجابات المقترحة، بل أيضًا في الأسئلة التي تثيرها، والتي قد تشكّل، بالنسبة للقارئ العربي، محفزًا لطرح تساؤلات جديدة تنبع من واقعه اللغوي والأدبي، وتتماهى مع همومه المعرفية والثقافية.