الله والنفس
تأليف
بيتر جيتش
(تأليف)
منال خليف
(ترجمة)
في هذا العمل اللافت، يقدّم الفيلسوف البريطاني بيتر جيتش طرحًا عقلانيًّا ثوريًّا في ثوب لاهوتي، يراجع فيه المفاهيم التقليدية حول النفس والوجود، مستندًا إلى سلسلة محاضرات لاهوتية ألقاها في النصف الثاني من القرن العشرين. ينطلق جيتش من نقدٍ عميق لفكرة تكرار النفس أو تناسخها عبر الزمن، مؤكدًا على أن النفس لا وجود لها إلا من خلال تفاعلها مع الجسد، ولا تُفهم كذات ديكارتية أو كيان مستقل متعدد، بل ككائن لا يُبعث إلا مع جسده يوم القيامة.
يرفض الكتاب النظريات التجريبية والمادية التي تستند إلى الذاكرة أو الذكريات كدليل على الهوية الشخصية، ويُسقط حجج الفريقين – الماديين واللاماديين – لافتقارها إلى دليل ملموس، مشددًا على أن الإنسان ذو طبيعة جسدية لا ينفصل عنها.
يقدم جيتش مفهومًا مميزًا للنفس من منظور أرسطي، بوصفها صورة الجسد الحي والمنظم فعليًا له، ويضع هذا المفهوم في مواجهة الرؤى التقليدية للكينونة، خاصة عند توما الأكويني. ويُظهر من خلاله التمييز الحاسم بين الوجود كفكرة لغوية، والوجود كفعل وتغير حقيقي، ما يسمح بفهم أكثر دقة لهوية الكائنات، سواء المجردة أو المتغيرة، الثابتة أو العابرة – في إطار رؤية فلسفية دقيقة لما يتغير ويبقى عبر الزمن.