هكذا تكلم زرادشت
تأليف
فريدريك نيتشه
(تأليف)
محمد مصطفى علي
(ترجمة)
يمثل هذا الكتاب ذروة مشروع نيتشه في تحويل الفلسفة إلى فنٍ للعيش، لا إلى تنظيرٍ مجرد. إنه عمل فريد، يجمع بين النزعة الذاتية العميقة والنبرة التبشيرية، ويقدّم رؤيته من خلال صوت زرادشت، الذي لا يُقصد به نبيٌّ من التاريخ، بل هو القناع الذي يتحدث من خلفه نيتشه نفسه. ليس هذا نصًا روائيًا، ولا فلسفيًا بالمعنى التقليدي، بل تجربة فكرية وشعرية متكاملة، قاسية بصدقها، عميقة في ما تخفيه خلف الكلمات.
يتنقّل الكتاب بين القصص، والخطب، والرموز، ليكشف عن مفاهيم كـ"الإنسان الأعلى" و"العَوْدة الأبدية"، لا كأفكار نهائية، بل كتجارب وجودية تُعاش ولا تُحفظ. "هكذا تكلّم زرادشت" ليس كتابًا يُقرأ، بل طريق يُلقى فيه القارئ كما يُلقى المسافر في صحراء بلا خريطة. كل من يخرج منه، لا يعود كما كان، لأن النص لا يعكس نيتشه، بل يعكسك أنت. وحين تدركه—إن استطعت—لن يكون نيتشه هو من كلمك، بل ذلك الصوت العتيق في داخلك... الصوت الذي طالما تجنّبتَ أن تُصغي إليه.