أنطون بافلوفيتش تشيخوف : الأعمال القصصية الكاملة - الجزء الخامس | 1886
تأليف
أنطون تشيخوف
(تأليف)
فريد حاتم الشحف
(ترجمة)
1886: العام الذي غيّر مسار أنطون تشيخوف.
في هذا العام، خرج تشيخوف من عباءة القصص الخفيفة، ليبدأ مرحلة جديدة جعلته يُعرف ككاتب بارز في الأوساط الروسية. تلقّى رسالة مؤثرة من الناقد دميتري غريغوروفيتش يقول له فيها: "أنت تملك موهبة حقيقية ونادرة، لا تهدرها في الصحف الهزلية. خذ الكتابة على محمل الجد."
بدأ النشر في مجلة "الوقت الجديد"، مما أتاح له تحسين دخله المالي والانفتاح على جمهور أكثر رصانة، وحرية أكبر في التجريب الأدبي.
ورغم صعوده الأدبي، لم يتخلَّ تشيخوف عن مهنته كطبيب، فظل يعالج الناس في ضواحي موسكو وينفق على عائلته.
هذا العام شكّل تحوّلاً في كتاباته؛ حيث انتقل من الأسلوب الساخر البسيط إلى مقاربة أعمق للمصير الإنساني، متأملًا في الموت، الوحدة، والعبث الوجودي.
خرج من معطف الكاتب الساخر ليصبح صانع لحظات إنسانية دقيقة، ينتقل إلى المنطقة الرمادية من المشاعر والعلاقات، حيث لا براءة كاملة ولا شرّ مطلق، بل بشر ضعفاء يصارعون من أجل النجاة، في صمت أو خضوع، كما في قصص: "الصيدلانية"، "مغنية الكورس"، و"الزوج".
لم يعد يكتب ليُضحك، بل ليُظهر كيف أن ابتسامة خافتة قد تُخفي انهيارًا كاملاً.
في هذا العام، بدأت عبقرية تشيخوف تُعلن عن نفسها... لا في الصراخ، بل في الهمس.