قلب منقط
تأليف
ندى الشهراني
(تأليف)
كانت الحكاية في بدايتها سارّة، يتلألأ فيها بريق الحب كغيمةٍ طريّة، خفيفة، تبثّ السعادة في كل لحظة. لكن ذلك المونولوج العذب تحوّل إلى مصدر للمعاناة، بعدما اقتحم الفقد المشهد، مبدّلًا كيمياء الأشياء، وجاعلًا الذكريات السعيدة ثقيلة، واللذة ألمًا خفيًّا.
الفقد لا يُبقي الإنسان على حاله. يعبث باتّزانه، يتركه مُشوَّشًا، فاقدًا لذاته، أشبه بشبحٍ يغشاه الخواء.
كلاهما يتذكّر كيف سعيا لاكتفاءٍ مطلقٍ ببعضهما، لكنهما أدركا — ولو بعد فوات الأوان — أن الحبّ، ليبقى، يجب أن يُترك له حيّزٌ من الجوع. فالشبع المُفرِط قد يقتل التوق.
وهنا يكمن السؤال المُحيِّر الذي ما يزال يتردّد في خاطرها:
أيرحل المرء من شدّة جوعه، أم لأنه شبع؟