رماد الخشب
تأليف
فيصل عبد الله
(تأليف)
في إحدى القرى المنسية خلف الجبال، حيث الريح تُعلِّم الناس الصبر، والغبارُ يعلو كل شيء، عاش أليخاندرو… لا كبطل، بل كرجلٍ تحوَّل إلى ظل.
كان في الثامنة والثلاثين، لكنَّ وجهه يحكي عن عَقْدٍ إضافي لم يُسجَّل. تجاعيد عميقة نُحتت كأن الزمن أمسك بمِعولٍ ونقش ملامحه فوق بَشَرَته. عيناه رماديتان، لا تشعَّان ولا تنطفئان، تنظران إلى الحياة كأنها فرضية مؤقتة. قامته متوسطة، وظهره منحنٍ قليلًا كأنَّه يعتذر من الهواء الذي يمر من فوقه. معطفه الصوفي القديم يلتصق به كجلد ثانٍ، وسرواله الرمادي ممزق عند الركبتين. كان يسير بحذاء ميت، لا يُبقيه على قدميه إلا شريط قماشي يعاند السقوط.