مصادر فارسية في التاريخ الإسلامي
تأليف
إبراهيم أمين الشورابي
(تأليف)
امتاز القرن الثامن الهجري في إيران بظهور عدد لافت من الموسوعات التاريخية المعاصرة، الأمر الذي جعله، مع القرن التاسع الذي تلاه، يُعد بحق عصر كتابة التاريخ في إيران. وعلى النقيض من هذه الحقبة المزدهرة، فإن المؤلفات التاريخية التي سبقتها كانت نادرة ومتباعدة زمنياً، وغالباً ما انحصرت في نطاق "التاريخ الخاص"؛ أي ذلك الذي يتناول شؤون دويلة معينة أو بلدة بعينها. وقد تناثرت عبر العصور نماذج عديدة من هذه التواريخ "المحلية" أو "الجزئية"، التي شكلت ملامح محدودة من المشهد التاريخي العام.
ومع مطلع القرن الثامن الهجري، بدأت تظهر معالم جديدة في مسار التأريخ، حيث انطلقت حركة لكتابة التاريخ العام باللغة الفارسية، فأُنتجت مجموعة من الموسوعات التاريخية ذات الموثوقية العالية، التي أصبحت بمثابة الركيزة الأساسية لدراسة تاريخ إيران بشكل خاص، ومرجعاً لا غنى عنه لفهم التاريخ الإسلامي بوجه عام.
ومن هنا، تتوزع المادة التاريخية بين نوعين رئيسيين: التاريخ العام والتاريخ الخاص، وكلاهما ضروري للباحث في التاريخين الإسلامي والإيراني. فكتب التاريخ العام تقدّم رؤية شاملة تربط الأحداث وتنسّق الوقائع في سياق متكامل، بينما تمنح كتب التاريخ الخاص تفاصيل دقيقة ومعلومات قد تُغفلها المصادر العامة بسبب اتساع نطاقها وتعدد موضوعاتها.