ابنة هوى
تأليف
أحمد جمعة
(تأليف)
"القلب الذي لا يهمس بالحبّ يموت صاحبه وهو حيٌ ولا يعرف الحياة، أدركتُ هذه الحقيقة الفلسفيّة البسيطة بغريزة المُحب، والتي لا تحتاج لمنطقٍ سوى فهم إنساني وغفران وتسامُح مهما كان حجم الخطيئة التي قد لا تمحوها صلاة ولا تنسيك إياها الكهولة ولا تسقط بتقادم الزمن ولا حتى بعد الموت، فقط الحبّ وحدهُ يمحو أيّ خطيئة. لو جرب كل الذين رفعوا رايات مختلِفة من الكذب والنفاق والدجل والتمثيل والتظاهُر، لإخفاء الخطايا، ستظلّ تلاحقهم حتى التراب. أقول لكم وأنا أتجرّع كأس الحبّ منذ وعيت على الحياة حتى اللحظة التي أقبع فيها بباب العمليات وأقدامي ترتجف، يحيط بيّ الجميع وتمطرني السماء من الخارج ببشارة الأمطار الغزيرة، إنّني غارق في الحبّ رغم كل هذا الخوف والرجفة بجسدي وروحي فيما ابنتي وبجانبها حبي الماضي ووالدتها تواجهان اختبار الحبّ بطريقتهما كأمٍ وابنة. تتشاركان في الحلم الافلاطوني وتنعما بالغيبوبة وراء مخدِر طبي ينتزع أجزاء منهما ليعيد ترميم الحياة من جديد بينهما. فرق المسافات وفارق الوقت والزمن الغابر الذي طمس آثارهما، لم يضلهما ذلك كله، فقط الحبّ وحدهُ أرشدهما أخيرًا إلى إعادة جدولة حساب الحياة من ديون متراكمة ما يجعل من الحياة بعد ذلك قُبْلة للعيش، حانة للمرح ومعبدًا للحبّ."