مرايا ذاكرة نقدية للنص
نبذة عن الكتاب
القراءة ليست مجرّد عادة، بل متعة خالصة، وللنص لذة خاصة كما رأى بارت في مؤلفه الشهير؛ إنها تفكُّ قيودنا من أغلال الواقع وتحرّرنا من ضغوط الضرورة. وكلما غاص الإنسان في عوالم القراءة، ازداد اقترابًا من إنسانيته، وشعر بعمق وجوده ومعناه. العلم يمنحنا حرية من نوع آخر، إذ يحررنا من سلطة الطبيعة، وييسر حياتنا، ويغمرنا بأسباب الرفاه. لكنه، رغم ذلك، لا يحملنا إلى سماوات الروح ولا يفتح لنا آفاق التأمل العميق، حيث يكمن الجوهر الحقيقي للإنسان. هناك فقط، في حضرة الكتاب، واللوحة، واللحن، والشكل الإبداعي، نصبح قادرين على الانعتاق من ثقل المادة وجاذبيتها، إلى شفافية الوجدان ورهافة الحس ونبل الشعور. كل خطوة نخطوها في دروب الإبداع، كل كتاب نقرؤه، كل لحن نصغي إليه بإنصات، يضيف إلى رصيدنا الداخلي، يراكم خبرات ويختزن مشاعر وأفكارًا، فيصوغ ذواتنا من جديد. وهكذا نصبح أكثر انفتاحًا على الآخر، لا نكتفي بما يشبهنا، بل نحتفي بما يختلف عنا. فالهُوية ليست شيئًا جاهزًا يولد معنا، بل هي مشروع دائم التشكّل، عمل إنساني مستمر، كما عبّر أمين معلوف، فالهويات المغلقة، المكتفية بذاتها، لا تنتج سوى القتل الرمزي وربما المادي. الهُوية تُبنى من عناصر حية: من الاختلاف، والتعدّد، والتناغم، والتسامح، ومن روح السؤال، والبحث، والتواضع المعرفي. أما النمطية، والقولبة، والجمود، والانغلاق، فهي موتٌ معلن… في الفكر، وفي الروح، وفي الحياة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 175 صفحة
- [ردمك 13] 9789779917481
- وكالة الصحافة العربية
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
5 مشاركة