الهالة - طارق إبراهيم الشناوي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الهالة

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

وضعت العوينات على عينيّ، كانت الرؤية مشوشة قليلًا، وضبابية، ربما لأنني لم أعتد على لبس العوينات، ثم بدأت الرؤية تتضح شيئًا فشيئًا. كان هناك ما يشبه الدخان الأبيض الخفيف يحيط بالأشخاص. لا، ليس أبيض، إنه درجات بين الأبيض والأسود. كانت هذه السحابة الدخانية الخفيفة تأخذ شكل دائرة، تتركز حول منطقة الوجه والرأس. خلعتُ العوينات، ونظرتُ للأشخاص مِنْ حولي، لا يوجد أي شيء حول رءوسهم. مسحتُ زجاج العوينات بمنديلٍ ورقيٍّ، ثم وضعتها على عيني ثانيةً. عاد الضباب مرة أخرى، بدأت الصورة تصفو وتتضح تدريجيًّا، هذا الشيخ الفاني الذي يجلس في ركن المقهى نفسه منذ أن كنا شبابًا، يقرأ نفس الجريدة، وأمامه كوبٌ من الشاي الممزوج بالحليب. هل كان اسمه عم طه؟ هالته بيضاء ناصعة، دائرية تقريبًا، وذات قطر كبير، نسبيًا، تشبه دائرة النور التي كان يرسمها رسامو القرون الوسطى حول وجوه المسيح والعذراء والقديسين. هالة! نعم، كانوا يسمونها هالة، طاقة نور، كانت تمتد لحوالي عشرين سنتيمترًا، وربما أكثر. ها هو ذا حمامة، صبي المقهى، الغبي قليلًا، تحيط به هالة صغيرة، رمادية قليلًا، ولا تحيط بكامل رأسه. أما عم عيسوي العجوز، صاحب المقهى ومديره، فيبدو متصالحًا مع نفسه، راضيًا عنها، وهو يأخذ نفسًا عميقًا من نرجيلته الصباحية، ذات الرائحة المميزة. كانت هالته ذات لون أخضر فاتح، بيضاوية الشكل، وتتداخل معها سحب الدخان التي كان يرسلها في الهواء. مرت من أمامي قطة صغيرة، رافعة ذيلها في توتر، ما هذا؟ حتى القطة، كانت تحيط بها هالة صغيرة جدًا، غير منتظمة الشكل، مائلة إلى الصفرة. التفتُّ إلى صديقي حاتم، كانتْ هالته ذات لونٍ بني داكن، دائرته غير منتظمة، متعرجة الحدود. ما معنى هذا؟ وما دور العوينات في هذه الرؤية؟ خلعتُ العوينات مرة ثانية وأنا أتأملها، لم يكن فيها شيء غريب، فقط سميكة قليلًا، أكثر من المعتاد، وتوجد بعض الرءوس المعدنية منغرسة في إطارها الخارجي. تناول حاتم مني العوينات وهو يبتسم ابتسامة حزينة، وسألني: هل فهمتَ الآن؟
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
7 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب الهالة

    1