الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية : عقائد التصوف في فكر إبراهيم الكوراني - سلسلة ترجمان
تأليف
ناصر ضميرية
(تأليف)
رائد السمهوري
(ترجمة)
هذا الكتاب رحلة عبر الزمان والمكان والفكر، يصحب فيها المؤلف القارئ إلى بقعة مقدسة عزيزة على قلب كل عربي ومسلم: الحجاز، مهد الإسلام. إلى عصر طالما عُدّ منسيًّا أو مُهمَلًا في الدراسات العلمية، بزعم أنه عصر "انحطاط" فكري وعلمي، وهو تصوّر غذّاه الاستشراق من جهة، والتيارات الوهابية من جهة أخرى.
لكن المؤلف، بمنهج استقرائي رصين وأسلوب مقنع، يكشف زيف هذه الصورة المسبقة، ليثبت أن الحجاز كان آنذاك عاصمة علمية وفكرية نابضة، تعج بالمدارس والزوايا والمكتبات، وتشهد تنوعًا في المذاهب والآراء، وتزدهر فيها المناظرات واللقاءات العلمية، خصوصًا في موسم الحج حيث يلتقي العلماء من مختلف الأمصار. وكان لهذا المشهد أثر بالغ في الحركات الإصلاحية اللاحقة.
ومن خلال سيرة أحد أعلام ذلك العصر، العلّامة إبراهيم بن حسن الكوراني، يفتح المؤلف للقارئ نافذة على عالم فكري خصب يجمع بين علوم النقل والعقل، في إطار صوفي عميق على نهج ابن عربي. في فكر الكوراني وكتاباته تتجلى قضايا ونقاشات علمية جمعت الحديث الشريف بالفلسفة والمنطق وعلم الكلام، مما يعكس ثراء الحياة الفكرية في الحجاز، ودوره المركزي في تشكيل الوعي الإسلامي في تلك المرحلة.