كيف تمثل للسينما؟
تأليف
توني روز
(تأليف)
مارتن بنسون
(تأليف)
أحمد راشد
(ترجمة)
خليل عبد المحسن
(تحرير)
التمثيل الحقيقي ليس حيلة أو خديعة، بل هو فن الكشف عن جوهر الأشياء ومعانيها. فحين نتحدث عن السلوك المخادع، فإننا نشير إلى محاولة لإظهار شيء ما، لكنه في الوقت ذاته يُخفي شيئًا آخر. وهنا يكمن السؤال: ما الذي يظهر؟ وما الذي يُخفى؟ الحقيقة ببساطة هي ما يُطمر، ليُقدَّم لنا مشهد زائف يُراد لنا أن نصدّقه وننخرط فيه. غير أننا غالبًا ما نعجز عن الإيمان به، نشعر بالنفور منه، إذ يبدو لنا كخطاب مُصطنع لا يجد طريقه إلى داخلنا، ولا يُحدث أثراً في وجداننا.
أما التمثيل الصادق، فهو على النقيض تمامًا: هو إظهار للحقيقة، ولكن إظهاره لا يخلو من إخفاء – لا للحقيقة نفسها، بل لما هو عارض وزائل. وهذا ينطبق على الممثل الذي يجسد شخصية ما، سواء كانت واقعية ذات جذور تاريخية، أو متخيلة من نسج الخيال. ففي هذا النوع من التمثيل، يُخفى العارض في الموضوع الذي يُمثَّل، بل وتُخفى أيضًا الملامح الشخصية للفنان نفسه، ليمنحنا تمثيلًا نقيًّا، لا تشوبه الذاتية، بل يعكس بصدق ما يُراد التعبير عنه.