سرمد : لعنة أبايزو 2
تأليف
محمد بشير أحمد
(تأليف)
"ما إن أنهى كلامه حتى رأيت ما لم أكن أتوقع أن أراه في حياتي، ظهر هذا الكائن القميء بشكله المرعب، فسقطت على ركبتَيّ من الهلع الذي أصابني، لقد كان ضخماً جدّاً لا يقلّ طوله عن أربعة أمتار، له عيونٌ صفراء متحجّرة عميقة في جمجمته التي كانت وكأنها من الحديد، وعلى جبينه خطوط مرسومة كالطلاسم المحفورة بالنار وكأنها من قاع بركان، وإضافة إلى ذلك له قرنان صغيران في وسط رأسه، عموديّان للأعلى مع انحناءة بسيطة، وبجانبهما قرنان كبيران متشعبان.
أما أسنانه فكانت أقرب إلى أسنان التماسيح، وذقنه كانت تتشكل من نابَين حادّين إلى الأسفل. كنت أرى عظام صدره غليظة المنظر من ورائها نيران مستعرة ظهرت لي من بين العظام وكأن شعلة من جهنّم تشتعل في صدره.
يا إلهي! ما هذا الذي أواجهه؟
لم أعد أقوى على الصمود، صرخت بكل قوة وأنا أقول: يااااا ربّ أغِثني! ياااا رب أغِثني! وما إن أنهيت رجائي إلى الله بالمعونة حتى جاء الغوث، فسمعت منادياً ينادي بصوتٍ عالٍ: الله أكبر.. الله أكبر! فاختفى كل شيءٍ من حولي "