الفلسفة التربوية البراغماتية : إمكانية التطبيق في ظل السلطات الإيديولوجية
تأليف
عبد الرحمن الشولي
(تأليف)
تعيش التربية في مجتمعاتنا العربيّة أزمة عميقة، سببها خضوع المنظومات التعليميّة لهيمنة الإيديولوجيا السياسيّة والدينيّة والثقافيّة، حتى تحوّلت المدرسة من فضاء للتعلّم والنضج الفكري إلى جهازٍ للترويض والتطبيع، يمنح الشرعيّة لنظام قائم ويُنتج مواطنة متخيّلة تخدم مصالح السلطة. وهكذا غاب دورها الأساسي في صقل العقول وبناء المهارات، وحلّ محلّه تكريس الولاء والطاعة العمياء.
في المقابل، قدّمت الفلسفة البراغماتيّة رؤية جديدة أحدثت ثورة في عالم التربية، إذ جعلت الطفل مركز العملية التعليميّة، واعتبرت أن المناهج والطرائق والأهداف يجب أن تدور حول حاجاته وطاقاته ومواهبه، وهو ما تبنّته المدارس الأمريكية ومعظم المؤسسات التعليميّة في الغرب، بينما ظلّ تطبيقه محدودًا في العالم العربي.
يحاول هذا الكتاب أن يطرح سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للفلسفة التربويّة البراغماتيّة أن تشكّل مخرجًا من أزمتنا التعليميّة؟ من خلال دراسة تطبيقاتها الممكنة في مدارسنا – مع التركيز على التجربة اللبنانية – يكشف المؤلف عن الفرص، والعوائق، والإمكانات الكامنة لإحداث تغيير جذري في الفكر التربوي العربي، وتحرير التعليم من أسر الإيديولوجيا، ليعود إلى وظيفته الحقيقيّة: بناء الإنسان، وتجديد المجتمع، ودفعه إلى ركب الحضارة.