تحميل الكتاب
أمي
نبذة عن الرواية
يعتقد جورج باتاي أن الحالة الإلهية ليست مفهوماً يُدرك بالعقل أو يُصاغ بنظرية، بل تجربة وجودية عميقة لا تُفهم إلا بمعايشتها. ولكي يقترب الإنسان من هذا الجوهر الإلهي، عليه أن يبلغ ذروة التشابه بين المحدود والمطلق — أن يعيش لحظة تشبه، قدر الإمكان، التجربة الإلهية، حتى لو لم يبلغ التماهي الكامل. من هنا، تُبنى نظرية الاتحاد الصوفي التي توصّل إليها المتصوفة لا من خلال التأمل الفلسفي، بل عبر اختبار روحي مكثف، تتجاوز فيه الذات حدودها وتذوب في ما هو أكبر منها. غير أن باتاي لا يكتفي بهذا البعد، بل يضيف عنصراً ثالثاً مفصلياً: الموت. ففي نظره، الموت ليس مجرد نهاية بيولوجية أو عبور ميتافيزيقي، بل هو تجربة جوهرية قصوى، لا يمكن إدراكها من داخل الحياة إلا عبر لحظات إسراف وجودي — لحظات تندمج فيها اللذة بالألم، والرغبة بالفناء، فيتولد منها وعيٌ حادٌ بالحقيقة القصوى. هذا التماس بين الإيروسيّة والموت يفتح الباب أمام نوع من الإدراك الفلسفي العميق، الذي لا يتحقق إلا عبر التجربة. في ضوء هذا التصوّر، تبدو تجربة الأم في الرواية نقطة تحوّل، إذ إن انغماسها السابق في الحياة كان بريئاً، سطحياً، وربما لامبالياً. لكن تجربة الإسراف التي خاضتها دفعتها إلى حافة الإدراك، إلى مستوى من الفهم لم تطأه من قبل. ومن هذا الإدراك، نشأت رغبتها في أن تقود ابنها نحو تجربة مطلقة — لا باعتبارها لحظة لذة أو تطرف، بل كتجربة تتجاوز الحياة نفسها، وتلامس جوهر المطلق عبر الموت، والنشوة، والاتحاد الإلهي. إنها دعوة للانفجار الداخلي، لا للهروب، بل للوصول إلى أعماق الحقيقة، حيث يصبح الإدراك نفسه فعلاً مقدّساً.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 251 صفحة
- [ردمك 13] 978-9923-761-16-8
- دار خطوط وظلال
