أميجدالا
تأليف
د. محمد سمير الخولي
(تأليف)
"زال شعور الذنب الذي تسرب إلى أعماق ريم، فبين كلماته وملامحه وإشارات جسده كانت الحقيقة تتسرب بوضوح، كأنما كل إشارة هي قطعة من أحجية تكشف نواياه، فالحب الذي لطالما أظهره لم يكن سوى غلاف هش يخفي بداخله طمعًا دفينًا بالأرض ورغبة في الهيمنة.
حين غادر، شعرت ريم بارتياح مفاجئ، وكأن الهواء عاد إلى رئتيها، وضعت يدها على رأسها حيث تبخّر الصداع تمامًا كأنه زال بزوال الكذب وانكشاف الحقيقة وكأنما الحقائق دومًا مريرة ومؤلمة، لم تجد ريم في نفسها ما يستحق الحزن على ذلك الحب الزائف بل شعرت كما يشعر الطائر الحبيس عندما يجد السبيل إلى فضائه فيحلّق بحرية وسلام، اكتشفت أنها كانت تسير في طريق معبّد بالسراب ومحاط بالوهم تتبدى فيه ألوان السعادة والهناء ولكنها كانت خادعة، لم تجد في قلبها شيئًا سوى شعورًا غريبًا بالسلام، وكأن قيودًا على روحها قد تحطمت."