سيكولوجيا إدارة الأعمال | The Psychology of Management
تأليف
ليليان مولر غيلبريث
(تأليف)
رئيس الورشة، في ظل إدارة غير فعّالة، يجد نفسه غارقًا في أعباء تفوق قدرته على أدائها بالشكل الأمثل. ومع ذلك، كثيرًا ما يتوهّم أنه ينتمي إلى طبقة أعلى من موقعه الوظيفي، لا سيما وأن منصبه يفتقر إلى معايير واضحة، فيثير داخله شعورًا بعدم الاستقرار، بينما يضطر في الوقت نفسه إلى إنجاز أعمال متواضعة الأجر والجدوى.
وسط توتر مستمر – خفيًا أو علنًا – بين الإدارة والعمال، يقف رئيس الورشة عند مفترق طرق:
إن انحاز إلى العمال، وجد نفسه مضطرًا لتغاضي «التراخي في العمل» الذي يعتبرونه وسيلة لحماية أجورهم، فتتراجع إنتاجية الورشة، وتتضاءل فرصه في نيل تقدير الإدارة أو ترقيتها له. وضعٌ يتركه رئيسًا شكليًا، لكنه في الحقيقة حليف حرج للعمال.
وإن انحاز إلى الإدارة، فغالبًا ما يتحوّل إلى «قائد بالسوط» يسعى لرفع الإنتاج عبر فرض الانضباط الصارم، وهو دور لا يحتمله إلا من توافرت فيه نزعة قاسية وغريزة سلطوية.
هكذا يبقى رئيس الورشة عالقًا بين مطرقة الإدارة وسندان العمال، في موقع يفتقر إلى الاستقرار، ويكشف عمق الأزمة البنيوية في أنماط الإدارة التقليدية.