توقف الزمن هنا
تأليف
عبد الحميد القائد
(تأليف)
في مطعمٍ هادىء، يطلُّ على البحر، وحيدًا كعادته.
المكان بأجوائه الحالمة والدافئة يأسره وينسيه عزلته الاختيارية. هنا الموسيقى سيدة المكان، الأنغام الهادئة تسلب الروح. لكنه كان وحيدًا.
العشّاق في حلبة الرقص يتعانقون. يرقصون. يحتفلون بما في قلوبهم من اشتياق ولهفة وصبابة في ذلك المطعم المفتوح المطل على سحر وغموض الماء. لكنه كان وحيدًا.
التفتَ يمينًا وشمالًا، شعر قليلًا بغربة وسط هذا الفرح النابض، حاول جاهدًا أن يتجاهل شعوره. كل روّاد المطعم يرقصون، هو الوحيد الجالس إلى طاولته مع كأسه وسيجارته سارحًا في ملكوته الخاص.
فجأةً تدخلُ سيدة في غاية الجمال والأناقة، كل الطاولات كانت مشغولة، اعتذروا لها بأدب، بدأت تتلفت والحيرة والإحباط على وجهها أو هذا ما شعر به. انتبه فجأةً للموقف، فاقترح على الجرسون أن تنضم السيدة إلى طاولته -إن شاءت- وبدا أنها لم تمانع فأقبلت عليه وهي تبتسم. مدّت يدها مصافحة وهي تقدم نفسها، فهم منها شيئين فقط أن اسمها إيلينا وهي من السويد، لم يفهم منها أي شيء آخر، فهي لم تكن تتحدث غير اللغة السويدية وشفتين لا تكفان عن الابتسام.