ذكريات الصبا والشباب
تأليف
بوريس باسترناك
(تأليف)
نظمي لوقا
(ترجمة)
ليست سيرة الشاعر الحقيقية في تاريخ ميلاده أو اسم مدينته الأولى، بل في أثره الذي يتركه في أرواح من قرأوا أشعاره. إن الباحث عن جوهر حياة الشاعر لا يجد ضالته في التفاصيل الجغرافية والزمانية، بل في التحول الوجداني الذي يصيب القارئ عند التفاعل مع نصّه. فهذه الشخصية الشاعرة، وهذا التكوين الفني الفريد، هو ما يخلّف الأثر العميق، وهو ما يمنح القصيدة روحها المتجددة. أما الزمان والمكان، فما هي إلا مظاهر خارجية عابرة، يشترك فيها الشاعر مع أبناء عصره، ولا تُعبّر عن فرادة تجربته الإبداعية.
كان باسترناك يرى في العبقرية الفنية جوهرًا إنسانيًا خالصًا، ومن هذا المنظور قرأ تاريخ البشرية وفهم طبائع الناس. وقد أهدى سيرته الذاتية إلى الشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه، في لفتة رمزية تؤكد إيمانه بأن الفن هو أرقى ما يمكن للإنسان أن يخلّفه وراءه؛ لأنه التجلي الأصدق للإنسانية، تلك التي تولد من رحم العاطفة، وتغدو أملًا متجددًا في حياة البشر.