مصير الإنسان بعد الموت في رؤية ابن العربي
تأليف
عبد الكريم الجيلي
(تأليف)
عبد الواحد يحيى
(تأليف)
رنيه كينو
(تأليف)
الإيمان بالحياة بعد الموت، والبرزخ، والحساب يوم القيامة، ثم الجزاء في الجنة أو النار، من الحقائق الكبرى التي أجمعت عليها العقيدة الإسلامية. وقد تناول العلماء هذه المراحل في مؤلفات كثيرة، غير أن ما كتبه الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي (560–638هـ) يظل من أعمق ما أُلِّف في هذا الباب وأغزرها فائدة، بما قدّمه في موسوعته العرفانية الكبرى الفتوحات المكية.
يجمع هذا الكتاب بين أهم نصوص ابن عربي حول قضايا الآخرة والجزاء، ويضيف إليها مقاطع نفيسة للشيخ عبد الكريم الجيلي (767–826هـ) من كتابه الإنسان الكامل، إلى جانب مقالات رصينة للشيخ عبد الواحد يحيى (1886–1951م) تبيّن زيف استحضار الأرواح وبطلان التناسخ، وتوضح الفرق بين الخلود والديمومة كما عرضها في كتابيه ضلال الأرواحية والإنسان ومصيره حسب الفيدانتا.
وقد جرى ترتيب هذه النصوص وفق سياق متماسك، مع شروح وتعليقات توضح ما استغلق من المعاني، وتكشف الأخطاء الشائعة التي وقع فيها كثير من الباحثين والمتكلمين عن ابن عربي وعلومه. فمنهم من نسب إليه إنكار الجزاء الحسي في الآخرة، أو القول بفناء النار، أو نفي العذاب عن أهلها مطلقًا، وهي مزاعم لا يصح نسبتها إليه إذا قُرئت نصوصه قراءة دقيقة ومتكاملة.
إنه كتاب يضع بين يدي القارئ مادة أصيلة ومنقّحة، تساعده على فهمٍ أعمق لفكر ابن عربي ومدرسته العرفانية، بعيدًا عن القراءات المجتزأة أو الأحكام المسبقة.