سردية الأشياء
تأليف
مصطفى الضبع
(تأليف)
الأشياء لا تغادر الوجود الإنساني، ولا تتنحى جانبًا كلما سعى الإنسان إلى تحقيق ذاته أو التعبير عن وجوده أو مراقبة عالمه عبر الإبداع؛ بل تظل حاضرة بفاعليتها ودلالتها في سياقات الحياة.
وحين تنتقل من واقعها المحسوس إلى الفضاء النصّي، فإنها لا تتحول إلى مجرد علامات لغوية تملأ النص، بل تصبح فضاءات من المعنى ودوائر للتأويل، قادرة على إنتاج جمالياتها الخاصة التي تثري جماليات النص نفسه، وتفتح أمام المتلقي أفقًا للحكم على فنيته، من خلال قدرة الكاتب على توظيف الأشياء وإدراجها في سياقاتها الجمالية.
إن دراسة الأشياء تعني استنطاق هذا الصمت الظاهر، والكشف عن وجودها الجمالي عبر قراءة تتجاوز الرؤية البصرية المباشرة إلى عمق الاستكشاف. فالنص بلغة مفرداته وتراكيبه يمنح معانٍ صريحة، أما الأشياء بلغة صمتها فتمنح الباحث مهاراتٍ أخرى في التعامل مع الدلالات، وتجعل من حضورها تدريبًا على قراءة ما وراء اللغة، حيث يتقاطع المرئي بالمتخيَّل، والملموس بالرمزي.