تفكيك الصورة النمطية عن الدولة العثمانية : مؤسسة الدفشرمة نموذجاً
تأليف
مجموعة من المؤلفين
(تأليف)
محمد م.الأرناؤوط
(إعداد)
تُعدّ «الدفشرمة» من أكثر القضايا إثارةً للجدل في التاريخ العثماني، فهي ليست مجرد نظام إداري أو عسكري، بل مؤسسة محورية شكّلت قلب الدولة العثمانية وعصب قوتها على مدى قرون. ومع ذلك، ما زال الغموض والتشويش يكتنفان صورتها في الدراسات العربية الحديثة.
منذ عهد السلطان مراد الأول وحتى محمد الفاتح، عمل السلاطين على بناء نخبة جديدة – الدفشرمة – لتحلّ محلّ طبقة النبلاء الأتراك القديمة، فتتولى إدارة شؤون الدولة وجيشها وبلاطها. ومع مرور قرنٍ من الزمن، أصبحت هذه النخبة تمسك بكل مفاصل الدولة، من أصغر المناصب إلى الصدر الأعظم نفسه، في حين بقي العرش حكرًا على آل عثمان.
ولأن منطقة البلقان كانت المصدر الأساسي لهذه النخبة، فقد شكّلت موضوعًا لعدد كبير من الدراسات منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى اليوم. ويقدّم هذا الكتاب مجموعة من الأبحاث البلقانية الموثّقة بالاعتماد على الأرشيف العثماني، لتعيد قراءة هذه المؤسسة بعيون جديدة، بعيدة عن الصور النمطية.
ومن خلال هذه الدراسات، نتعرّف إلى أثر رجال الدفشرمة الذين وصلوا إلى بلاد الشام كولاةٍ تركوا بصماتهم واضحة في العمارة والوقف والعمران، مثل مصطفى لالا باشا وخسرو باشا وسنان باشا، لتغدو أعمالهم شواهد باقية على مرحلة مفصلية في تاريخ العالم العثماني.