طوفان الأقصى
نبذة عن الكتاب
لم يكن اختيار اسم «طوفان الأقصى» لعملية المقاومة في غزة يوم السابع من أكتوبر 2023م محض صدفة، بل دلالة عميقة؛ فإذا كان طوفان نوح عليه السلام قد غيّر وجه الأرض، فإن طوفان الأقصى غيّر وجه العالم، وجعل ما بعده مختلفًا تمامًا عما قبله. لقد استيقظت الشعوب من سباتها، ورأت الظلم الممتد على الفلسطينيين لعقود طويلة بوضوح لا لبس فيه. وفي المقابل، أطلق الكيان الصهيوني على عمليته اسم «السيوف الحديدية»، وهو اسم يعكس تمامًا قسوته المفرطة في الحرب، وسعيه إلى إبادة كل مظهر من مظاهر الحياة في غزة، ناشرًا الموت في أرجائها. لكن الأمر لم يتوقف عند الأسماء؛ فهذه المعركة لم تكن كأي معركة سابقة. لم تكن مواجهة بين طرفين متكافئين، بل بين عالمين متناقضين: عالم يملك القوة المادية والتكنولوجيا والدعم الدولي، وعالم آخر لا يملك سوى عقيدته الراسخة، وإيمانه العميق، ويقينه بعدالة قضيته. الأول يتباهى بقوته الغاشمة وحلفائه، والثاني يقف صامدًا، مستندًا إلى وعد الحق، وإن خذله محيطه. وإذا امتلك الاحتلال سماء المعركة وأرضها، فإن المقاومة امتلكت باطن الأرض ودهاليزها، عقولها وأسرارها؛ وكأن الأرض نفسها تحتضن أبناءها المقاومين، تلدهم مع كل خروج لملاقاة العدو. لقد عرفوا عدوهم، درسوا عقله، وأدركوا كيف يفكر، وما يملك، وكيف يوظف ما يملك. ويبقى اللغز الأكبر في التوقيت: لماذا الآن؟ ما الذي رأته المقاومة في عتمة الواقع حتى قررت أن تشعل هذه الشرارة في لحظة دقيقة وحساسة؟ لا شك أن نور البصيرة قد أنار لها الطريق، وكشف لها ما وراء الظلام. وكما أن التوقيت لغز، فإن أسباب العملية نفسها لغز آخر، يفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول جوهرها وأهدافها، وما الذي أرادت أن تضعه على طاولة التاريخ.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 296 صفحة
- [ردمك 13] 978-633-8268-16-9
- فصحى للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
9 مشاركة