استكشاف كنوز وآثار الصحراء الشرقية المصرية: مصر عام 1907
تأليف
آرثر ويجول
(تأليف)
سمير محفوظ بشير
(ترجمة)
عاطف معتمد
(تقديم)
شيءٌ يثير الدهشة حقًّا أن يخرج مُفتّش آثار مصر العليا، الذي يتخذ من الأقصر مقرًّا له، عن نطاق عمله الرسمي في حفظ الآثار، لينطلق في مغامرة فريدة من نوعها بين رمال الصحراء الشرقية! ففي عامي 1906 و1907، قرر هذا المفتش الشاب، برفقة مجموعة من أصدقائه الإنجليز، أن يجوبوا أرجاء الصحراء الواسعة، لا بهدف الترفيه، بل لتوثيق ما تزخر به من كنوز أثرية ونقوش قديمة، وزيارة مواقع المناجم والمحاجر وآبار المياه التي لعبت دورًا محوريًّا في أعماق التاريخ.
امتطت المجموعة الجمال، وشقّت طريقها عبر دروب وعرة تكسوها الحصى والأحجار الجيرية، نصبوا خيامهم وأكلوا تحت ظلال أشجار صحراوية كالأثل والسنط والحنظل، يكابدون برد الليالي القارسة، ويتصببون عرقًا تحت شمسٍ حارقة لا ترحم. ومع ذلك، أثبتوا بالدليل القاطع أن الصحراء الشرقية المصرية ليست مجرد صحراء، بل متحف طبيعي زاخر بالآثار والكنوز المدفونة: من الذهب الذي جعل مصر في العصور القديمة من أغنى دول العالم، إلى الرخام السماقي النادر، والأحجار الكريمة، ومختلف المعادن الثمينة.
وصلوا حتى شاطئ البحر الأحمر، واستقروا لأيام في البلدة الوحيدة آنذاك، وهي القُصير، حيث شاركوا السكان في صيد أسماك السيبيا (الحبار).
لم يكتفِ هذا المفتش بالرحلة الميدانية فقط، بل غاص في أرشيف التاريخ، يقرأ ما كتبه الفراعنة، والإغريق، والفرس، والرومان، ويتتبع خطاهم في سعيهم الدؤوب لاستخراج كنوز لا تُقدَّر بثمن، لا توجد إلا في قلب الصحراء الشرقية المصرية.